كنت وسأظل من أشد المؤمنين بأن مصر الطيبة البهية العفية ولادة وبأنها قادرة بأذن ربها أن تنبت آلاف مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطى ومحمد فوزى وعبدالحليم حافظ وقادرة على أن تنبت مثل أمير الشعراء أحمد شوقى ورب السيف والقلم محمود سامى البارودى وشاعر النيل حافظ إبراهيم وصلاح عبدالصبور وكامل الشناوى وأحمد شفيق كامل وحسين السيد وفؤاد حداد وبيرم التونسى وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم.. ومصر قادرة على أن تنجب مثل عباس العقاد وطه حسين وعبدالرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ.. ومصر قادرة على أن تنجب مثل أحمد زويل ومجدي يعقوب وفاروق الباز.. ومصر قادرة على أن تنجب مثل مختار التتش وصالح سليم وحمادة أمام وحسن الشاذلى ومصطفى رياض وعلى أبو جريشة ومحمود الخطيب ومحمد أبوتريكة ومحمد صلاح.. ومصر قادرة على أن تنجب مثل أحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين وجمال عبدالناصر.. ومصر قادرة على إنجاب مثل عبدالمنعم رياض وإبراهيم الرفاعى وإبراهيم عبدالتواب والسيد زكريا وأحمد إسماعيل على ومحمد على فهمى وسعد الشاذلى ومحمد عبدالغنى الجمسى.
وكنت وسأظل من أشد المؤمنين بأننا جميعا سنرحل، طالت أعمارنا أو قصرت تذكرنا البعض بالثناء أو تذكرنا البعض باللعنات، سنرحل وستبقى مصر المحروسة.. رحل مينا وبقيت مصر.. رحل الرعامسة رمسيس وراء رمسيس وبقيت مصر.. رحل محمد على باشا وبقيت مصر.. رحل جمال عبدالناصر وبقيت مصر.. ورحل محمد أنور السادات وبقيت مصر.. ورحل محمد حسنى مبارك أو رحل بضم الراء وبقيت مصر.. وبقيت مصر بعد خلع محمد مرسى.. وهذه السلسلة الطويلة من الرحيل والبقاء عبر آلاف السنين تفضى بنا إلى حقيقة مؤكدة يوما ما سيرحل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي - متعه الله بالصحة- وستبقى مصر الطيبة البهية النقية العفية، فمصر أكبر من الجميع.
ولذلك أحزن كثيرا عندما يطرح بعض المتحمسين جدا لتعديل الدستور سؤال وماذا سيكون حال مصر اذا ما ترك السيسي الحكم فى 2022 التزاما بالدستور الحالى؟! واتألم كثيرا عندما يطرح هؤلاء سؤال من فى مصر يستطيع أن يحل محل الرئيس عبدالفتاح السيسى؟! فأغلب الظن أن حماس هؤلاء لتعديل الدستور جعلهم يتناسون أن مصر ولادة وان السيسى نفسه أكبر دليل على ذلك، فلو خرج علينا أعظم محلل سياسى عام 2010 وقال لنا اتوقع ان يتولى لواء اسمه عبدالفتاح السيسى الحكم فى 2014، لاعتبر معظم الناس ذلك من قبيل أضغاث الأحلام.. وشاءت إرادة الله أن تحدث ثورة 25 يناير التى كانت أهم خطوة أوصلت السيسى للحكم.
وأحسب بل واجزم أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى كدارس لتاريخ مصر وكعاشق لترابها وكعارف لفضلها ولقيمتها لا تسعده مثل هذه المبالغات التى لا تتصور مصر بدون وجوده فى سدة الحكم، أو تلك التى تخشى من انهيار مصر اذا ما رحل عن الكرسى.. واكاد أجزم بأن فخامة الرئيس لا يسعده تعبير البعض (مصر السيسى) فمصر أكبر من أن تقرن بأى اسم حتى لو كان مينا أو اخناتون أو خوفو أو جمال عبدالناصر أو السيسى.. فكلنا إلى زوال ومصر باقية بإذن الله ما بقيت يتعبد بتلاوة كل حرف من حروفها فى القرآن الكريم.
------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج